وأظهرت بيانات البنك المركزي الأوروبي اليوم الثلاثاء، ارتفاع الإقراض لشركات منطقة اليورو في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على الرغم من أن التكتل يتجه مجددا إلى الركود على الأرجح بسبب عرقلة القيود الجديدة المرتبطة بوباء فيروس كورونا على نشاط الخدمات.
لكن المسوح تشير إلى تنامي مخاوف البنوك بشأن ارتفاع مخاطر الائتمان وتُشدد الوصول إلى النقد بالنظر إلى أن ظهور موجة جديدة من الجائحة يشير إلى تعاف بطيء وطويل الأمد قد يؤدي إلى تضرر الاقتصاد بشكل دائم.وفي ظل تسبب الجائحة في إغلاق معظم اقتصاد منطقة اليورو في العام الماضي سارعت الشركات إلى الاستفادة من خطوط الائتمان الطارئة بدعم من الضمانات الحكومية وتمويل البنك المركزي المتاح للبنوك بأسعار فائدة منخفضة تصل إلى -1%.
ونما الإقراض للشركات غير المالية في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة 6.9% في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد ارتفاع 6.8% في الشهر السابق، لكنه لم يصل إلى أعلى مستوى له في عشر سنوات عند 7.3% والذي سجله في مايو/أيار.
في غضون ذلك، نما إقراض الأسر 3.1% بعد زيادة 3.2% في الشهر السابق، ليسجل استقرارا بوجه عام منذ أبريل/نيسان.
كما زاد معدل النمو السنوي لمقياس المعروض النقدي (ن3)، الذي يعكس في الغالب عمليات شراء السندات الوفيرة للبنك المركزي الأوروبي، إلى 11% من 10.5% في الشهر السابق، متجاوزا التوقعات عند 10.6% في استطلاع أجرته رويترز.
فرض الإغلاق مجددا في بريطانيا وتمديده في ألمانيا
تفرض بريطانيا الإغلاق مجددا الثلاثاء لمكافحة تسارع انتشار وباء كوفيد-19 مع ظهور الفيروس المتحور الجديد، فيما تستعد ألمانيا لتمديد قيودها.
وتعتبر بريطانيا التي سجلت حتى الآن أكثر من 75 ألف وفاة، من أكثر دول أوروبا تضررا جراء الوباء. وتفاقم الوضع فيها مع تفشي السلالة الجديدة من الفيروس، ما أدى إلى ارتفاع وتيرة الإصابات إلى أكثر من خمسين ألف حالة جديدة في اليوم وصولا إلى حوالى 59 ألف حالة أمس الإثنين.
أما اسكتلندا في شمال بريطانيا، فتبدأ الثلاثاء يومها الأول من العزل التام مع إغلاق المدارس أيضا، بعدما بادرت إيرلندا الشمالية وويلز إلى فرض ثالث إغلاق فور انتهاء عيد الميلاد.
ومن المتوقع أن تمدد ألمانيا القيود المفروضة على التنقلات إلى ما بعد العاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، وستتخذ المستشارة أنجيلا ميركل والولايات الـ16 قرارا بهذا الصدد خلال مؤتمر عبر الفيديو الثلاثاء، من المرجح أن توافق فيه معظم الولايات على تمديد التدابير حتى نهاية الشهر.
وكانت ألمانيا تعتبر قدوة في أوروبا في احتواء الفيروس، خلافا لبريطانيا، غير أنها تعاني بشدة تفشي الموجة الثانية خصوصا في شمالها، وتخطت حصيلتها للمرة الأولى ألف وفاة يومية في 30 ديسمبر/كانون الأولالماضي وارتفع عدد الإصابات الإجمالية إلى أكثر من 34 ألف وفاة من أصل حوالى 1775 إصابة منذ بدء انتشار الوباء.
وأيا كان الوضع في ألمانيا، فهو لا يقارن بفرنسا، التي يبقى مستوى الإصابات فيها مقلقا مع تسجيل حوالى "عشرة ألاف حالة في اليوم" في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي و15 ألف حالة "اليوم" بحسب وزارة الصحة الفرنسية. أما عدد المصابين بكوفيد-19 في المستشفيات، فيبلغ 24962، وهو أعلى مستوى منذ 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بزيادة 182 عن يوم الأحد.
وفي ظل هذه الأوضاع، من المستبعد إعادة فتح الحانات والمطاعم في 20 يناير/كانون الثاني الجاري كما كانت الحكومة تتوقع، فيما تخلت المواقع الثقافية عن إعادة فتح أبوابها مع بدء السنة الجديدة.
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة 1,843,631 شخصا في العالم من أصل أكثر من 85,051,970 إصابة، منذ ظهور الوباء في الصين في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسميّة أمس الإثنين عند الساعة 11,00 بتوقين جرينتش.