نجيب محفوظ وجابرييل ماركيز استطاعا أن يضربا مثلا قويًا للصداقة الحقيقية، فكل منهم أديب كبير، واطلق عليه لقب صاحب نوبل، ورغم اختلاف لغتهما، وبعد المسافات بينهم، وكره نجيب محفوظ للسفر بسبب فوبيا الطيران، الا أنهما اصبحا صديقان.. فكل منهم كان يهتم بأمر الأخر في شدته ليثبت أن "الصديق وقت الضيق".
وكان المبادر لبناء تلك الصداقة هو الكاتب الكولومبي جابرييل ماركيز، عندما أرسل رسالته الأولى لنجيب محفوظ عام ١٩٩٤، عقب تعرضه لمحاولة اغتيال، وكانت الرسالة من صفحتين وكتبت باللغة الإسبانية.
وقال ماركيز في رسالته لصاحب نوبل نجيب محفوظ :" إن أشعة الشمس تنتصر دائماً على السحب مهما كانت داكنة أو محملة بالأمطار، وتحدث ماركيز فى الخطاب عن تأثير محفوظ على الآداب العالمية وحثه على استمرار عطائه تحت كل الظروف".
وشعر نجيب محفوظ بساعدة بالغة، لاهتمام ماركيز بالاطمئنان عليه، وتشجيعه على مواصلة ابداعه، واخبر المقربين منه بذلك، ولكنه لم يرسل رسالة لماركيز إلا بعد عشر سنوات، وذلك بعدما تداولت الصحف العالمية والعربية خبر توقف ماركيز عن الكتابة.
فرأى صاحب نوبل العربي نجيب محفوظ ان صديقه الكولومبي جابرييل ماركيز، يحتاج رسالة تشجيع ف فأرسل له خطاب حثه فيه على أن يكتب فى جميع الأحوال.
وقال نجيب محفوظ في خطابه لجابرييل ماركيز: «الكاتب يجب ألا يترك القلم، ويجب ألا يكون لديك شىء تكتبه حتى تمسك بالقلم، أمسك بالقلم فى جميع الأحوال واكتب».
وضرب نجيب محفوظ وجابريل ماركيز خير مثال لأجيال من المبدعين في العالم أجمع في دعم كل منهم الاخر مهما كانا متنافسين ولكل منهم جمهور الا انهم استطاعوا ان يحققوا الكثير من الشهرة ليس فقط لان كل منهم صاحب نوبل، ولكن لان تعاملهم باخلاق وصدق هو الاهم.
يذكر أن وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم افتتحت معرض البورترية الكاريكاتيري بين نجيب محفوظ وجارسيا ماركيز، والذي يقام بالتعاون بين قطاعي العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة الدكتورة سعاد شوقي، والفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور وسفارتي كولومبيا والمكسيك بالقاهرة، والجمعية المصرية للكاريكاتير برئاسة الفنان جمعة فرحات وذلك بقاعة نهضة مصر في متحف محمود مختار بحضور سفراء بنما وكوبا والأرجنتين وكولومبيا في القاهرة، وعدد كبير من محبي محفوظ وماركيز، مساء امس الخميس الموافق ١٠ ديسمبر.
وجدير بالذكر أن صاحب نوبل نجيب محفوظ ولد في ١١ ديسمبر ١٩١١، بحي الجمالية وتُوفي في 30 أغسطس عام 2006 بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة، في حي العجوزة، لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين.